تاريخ وفاة الرسول صحيح البخاري

تاريخ وفاة الرسول صحيح البخاري يسعد لي اوقاتكم بكل خير اعزائي الزوار هنا وفي موقعنا الموقع الثقافي نقدم لكم
احتضار النبي صلى الله عليه وسلم
قبل كل شيء وقبل الخوض في ذكر تاريخ وفاة الرسول صحيح البخاري لا بدّ من الخوض في الحديث عن احتضار النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ومرضه ووفاته، حيث صادف اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر لعام 11 بعد الهجرة من يوم الاثنين حضور النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لإحدى جنازات المسلمين في البقيع، وبعد عودته مرض مرضًا شديدًا، حيث أصابه صداعٌ في رأسه، وكذلك ارتفعت حرارته، وقد ظلّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يصلّي بالمسلمين لمدّة أحد عشر يومًا وهو مريض، إلى أن أخذ المرض يسري في جسده الشريف، وقد روي عنه في أيّامه الأخيرة في حديث معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “صُبُّوا عليَّ من سبعِ قِرَبٍ من آبارٍ شتَّى حتَّى أخرُجَ إلى النَّاسِ فأعهَد إليهم قال فخرَج عاصبًا رأسَه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم حتَّى صعِد المنبرَ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثُمَّ قال إنَّ عبدًا من عبادِ اللهِ خُيِّر بينَ الدُّنيا وبينَ ما عندَ اللهِ فاختار ما عندَ اللهِ فلم يُلَقَّنْها إلَّا أبو بكرٍ فبكى فقال نفديك بآبائِنا وأمَّهاتِنا وأبنائِنا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم على رِسْلِك أفضلُ النَّاسِ عندي في الصُّحبةِ وذاتِ اليدِ ابنُ أبي قُحافةَ انظُروا هذه الأبوابَ الشَّوارِعَ في المسجدِ فسُدُّوها إلَّا ما كان من بابِ أبي بكرٍ فإنِّي رأَيْتُ عليه نورًا“
قبل يوم من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
لمّا أحسّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- باقتراب الأجل، أعتق ما كان عنده من الغلمان، وتصدّق بما كان يملك من المال، وقيل أنّها كانت سبعة دنانير، ومن ثمّ وهب للمسلمين أسلحته ليقاتلوا فيها، وقيل أنّه في ليلة هذا اليوم استعارت السيّدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- الزيت من جارتها لتشعل به المصباح الذي كان ينير بيتها، وقد توفي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وكانت درعه مرهونة عند أحد اليهود بما يعادل الثلاثين صاع من شعير، صلّى الله عليك وسلّم يا حبيب الله
تاريخ وفاة الرسول صحيح البخاري
إنّ تاريخ وفاة الرسول هو في الثاني عشر من شهر ربيع الأول في يوم الاثنين، وذلك على خلاف أهل العلم، فقد اختلف أهل العلم في تحديد تاريخ وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وكذلك لم يرد في صحيح البخاري أيّ حديثٍ صحيح عن تاريخ وفاة خير البريّة صلّى الله عليه وسلّم، وقد أخبر بعض أهل العلم أنّه توفي يوم الاثنين بالتحديد ولكن بخلاف الشهر الذي وافق هذا اليوم، فمنهم من قال أنّه يوم الاثنين في شهر ربيع الأوّل، ومنهم من قال أنّه صادف الحادي عشر من رمضان، ومنهم من قال أنّه الثاني عشر من شهر رمضان، والله ورسوله أعلم، وقد بيّن ذلك الإمام ابن حجر رحمه الله في كتاب فتح الباري والذي جاء فيه:
تاريخ وفاة الرسول بالهجري
إنّ تاريخ وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالهجريّ هو في غالب الأمر يوافق يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول للسنة الحدية عشرة من الهجرة، وقد ورد في صحيح البخاري حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- في يوم وفاة رسول الله: “أنَّ المُسْلِمِينَ بيْنَا هُمْ في صَلَاةِ الفَجْرِ مِن يَومِ الِاثْنَيْنِ، وأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي لهمْ، لَمْ يَفْجَأْهُمْ إلَّا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إليهِم وهُمْ في صُفُوفِ الصَّلَاةِ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَنَكَصَ أبو بَكْرٍ علَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وظَنَّ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرِيدُ أنْ يَخْرُجَ إلى الصَّلَاةِ، فَقَالَ أنَسٌ : وهَمَّ المُسْلِمُونَ أنْ يَفْتَتِنُوا في صَلَاتِهِمْ، فَرَحًا برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأشَارَ إليهِم بيَدِهِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنْ أتِمُّوا صَلَاتَكُمْ ثُمَّ دَخَلَ الحُجْرَةَ وأَرْخَى السِّتْرَ“
تاريخ وفاة الرسول بالميلادي
أمّا عن تاريخ وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم بالميلاديّ، فهو في الثامن من شهر يونيو لعام 633 ميلادي، وقد توفي -صلّى الله عليه وسلّم- عن عمرٍ يناهز الواحد والستين سنة بالسنين الشمسبة على خلاف حساب الأعوام القمرية، والله ورسوله أعلم.
مكان وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
كذلك الخوض في ذكر تاريخ وفاة الرسول صحيح البخاري يدفعنا إلى ذكر مكان وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فقد توفي النبيّ -عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم- في بيت زوجته السيّة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها- وقد ورد في الأثر العديد من الأحاديث التي أشارت إلى أنّه كان مريضًا يحتضر كان في بيت عائشة -رضي الله عنه- ومنها:
عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “يا عائشةُ ما أزالُ أجِدُ ألم الطعامِ الذي أَكَلْتُ بخيبرَ ، فهذا أوانُ وجدتُّ انقطاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذلِكَ السُّمِّ“.[6]
عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: “مَرِضَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ، فَقالَ: مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ فَقالَتْ عَائِشَةُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ لا يَسْتَطِعْ أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ، فَقالَ: مُرِي أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ فإنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ. قالَ: فَصَلَّى بهِمْ أبو بَكْرٍ حَيَاةَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
كم كان عمر الرسول عند وفاته
كان عمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حين وفاته وهو ابن ثلاث وستين سنة، فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “قُبِضَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَهو ابنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَهو ابنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَعُمَرُ، وَهو ابنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ“. كذلك أخبر الإمام النووي في شرح مسلم: “واتفق على أن أصحها ثلاث وستون، وتأولوا الباقي عليه”.