أسئلة دينية

اسم النبي محمد كامل

اسم النبي محمد كامل هو ما سيتناوله مقالنا، فالرّسول -عليه أفضل الصّلاة والسّلام- هو خير الخلق وأفضل البشر على الإطلاق، وحريٌّ بكلّ مسلمٍ التّعرف عليه وعلى سيرته المباركة، فهو نبيّ الأمّة الإسلاميّة ورسالته هي أعظم الرّسالات السّماويّة، والموقع الثقافي يهتمّ بتعريفنا على اسم الرسول محمد كامل، وعلى ألقابه وشرف نسبه وسيرته صلّى الله عليه وسلّم.

اسم النبي محمد كامل

إنّ رسول الله -صلّى الله عليه سلّم- هو محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، وعدنان من ذريّة إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السّلام، ولقد اختلف أهل العلم في أسماء الآباء بين عدنان وإسماعيل عليه السّلام، فقيل عددهم تسعة، وقيل سبعة وقيل عشرة، وقيل غير ذلك، لكنّ المتفّق عليه هو أنّ عدنان من ولد إسماعيل النّبيّ عليه السّلام، وقد قال العرب أنّهم ما عرفوا أسماء الّذين كانوا وراء معدّ بن عدنان، واستقام النّاس على هذا النّسب، لكنّ أب عبد البرّ قال: أنّ عدنان هو ابن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم عليه السّلام، لكنّ أهل العلم لم يقفوا على روايةٍ صحيحة بهذا الشأن، ولكنّ الثّابت والمعروف أنّ نسب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يصل لإبراهيم الخليل عليه السّلام، والله ورسوله أعلم.

اسم أم النبي عليه الصلاة والسلام

عُرفت آمنة أم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بزهرة قريش، لما كانت عليه من أصالة النّسب وعراقته، فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، ويصل نسبها أيضًا إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السّلام، وقد كانت آمنة من أفضل نساء قريش وأجملهنّ وكان أبوها أحد أسياد قريش وأشرافها، وقد تزوّجت عبد الله بن عبد المطّلب وهو من سادة قريش وأشرافها، وقد حملت بسيّد الخلق -عليه أفضل الصّلاة والسّلام- ومات عنها زوجها، وبعد ستّ سنواتٍ من وفاة زوجها، توفّيت وقد تمكّن منها المرض بينما كانت عائدةً من زيارة قبر زوجها في يثرب، ودُفنت في الأبواء، وكان عمر رسول الله آنذاك ستّ سنواتٍ فقط.

شرف نسب الرسول

بعد الحديث عن اسم النبي محمد كامل، لا بدّ من الحديث عن شرب نسبه صلّى الله عليه وسلّم، فرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أشرف النّسا حسبًا ونسبًا على الإطلاق، فهو من نسبٍ طاهرٍ يصل إلى نبيّ الله إسماعيل بن نبيّ الله إبراهيم عليه السّلام، فهو أشرف الخلق وأطهرهم، ولقد شهد له المشركون بأنه طاهر النّسب وأصيل الحسب، فإنّ أهل مكّة كانوا من أشرف النّاس، وقبيلة قريشٍ كانت من أشرف القبائل، وأطهر وأشرف فروعها هو فرع بني هاشم الّذين اصطفى الله تعالى منهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولقد ثبت ذلك في قوله: “إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنانَةَ مِن ولَدِ إسْماعِيلَ، واصْطَفَى قُرَيْشًا مِن كِنانَةَ، واصْطَفَى مِن قُرَيْشٍ بَنِي هاشِمٍ، واصْطَفانِي مِن بَنِي هاشِمٍ” ولقد بعث الله تعالى رسوله في أفضل القرون وأحسنها وأشرفها، هذا الأمر ثابتٌ ومعروفٌ في السّنّة النّبويّة المباركة، ولقد كرّم الله تعالى أجداد رسول الله بأن كانوا يتزوجون بالعقد الشّرعيّ ولم يكونوا يصيبون الزّنا والأفعال الجاهليّة، فأولادهم كانوا من الأنساب الطّاهرة، حتّى جاء رسول الله من صلب عبد الله وآمنة اللّذان كان زواجهم صحيحًا محفوظًا من أدران الجاهليّة.

بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

قد بعث الله تعالى رسوله الكريم محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- رحمةً للعالمين، وشفيعًا للنّاس في يوم الدّين، وكانت بعثته المباركة في مكّة المكرّمة وتحديدّا في غار حراء، وكان رسول الله آنذاك قد بلغ الأربعين من عمره، فنزل عليه جبريل بالوحي من عند الله -تبارك وتعالى- فقال له اقرأ، ورسول الله أمّيٌّ لا يعرف القراءة، وأجابه النّبيّ: ما أنا بقارئ، وكرّر جبريل عليه السّلام الأمر ثلاثًا، حتّى قال قول الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} فخاف رسول الله من هول ما رآه، ورجع إلى منزله، واستقبلته السّيدة خديجة رضي الله عنها، فكانت الحضن الآمن لتهدئة خوفه وروعه، وبشّرته بأنّه سيكون سيّد الأمّة ونبيّها، وقد أخبرت خديجة ابن عمّها ورقة بن نوفل عمّا رآه زوجها، فبشّرها بأنّه الوحيّ، وأنّ زوجها سيكون نبيًّا، وعاد الوحي بالنّزول على رسول الله فبشّره بالنّبوّة وحمّله الرّسالة لتبليغها، وقد ظلّت بعثته ودعوته سريّةً مدّة ثلاث سنوات، حتّى أذن الله تعالى بإعلانها والجهر بها، ولقد كان أوّل من آمن به وصدّقه هو زوجته خديجة رضي الله عنها، وبناته، وأمّا من غير آل بيته فكان أبو بكرٍ الصدّيق صاحبه وصديقه، وعليّ بن أبي طالب إذ كان ابن عشر سنواتٍ وقد تربّى في بيت رسول الله، ولحق عددٌ من أهل مكّة برسول الله، حتّى اشتدّ الأذى عليهم وأذن الله تعالى لرسوله والمسلمين بالهجرة من مكّة إلى المدينة الّتي نصرته وأيّدته وآمنت بدعوته بعد ثلاث عشرة سنةً من الدّعوة والعذاب في مكّة.

وفاة رسول الله

توفّي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم في ضحى يوم الاثنين الموافق للثّاني عشر من ربيع الأوّل في السّنة الحادية عشرة للهجرة المباركة، وقد كان في حجرة عائشة رضي الله عنه بعدما اشتدّ عليه المرض، وقد بلغ من العمر ثلاثًا وستّين عامًا، وقالت عائشة رضي الله عنها تصف مشهد موت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ مِن نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تُوُفِّيَ في بَيْتِي، وفي يَومِي، وبيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، وأنَّ اللَّهَ جَمَع بيْنَ رِيقِي ورِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ؛ دَخَلَ عَلَيَّ عبدُ الرَّحْمَنِ وبِيَدِهِ السِّوَاكُ، وأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إلَيْهِ، وعَرَفْتُ أنَّه يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فأشَارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ، فَتَنَاوَلْتُهُ، فَاشْتَدَّ عليه، وقُلتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فأشَارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ، فأمَرَّهُ، وبيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ -أوْ عُلْبَةٌ؛ يَشُكُّ عُمَرُ- فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ في المَاءِ فَيَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ، يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يقولُ: في الرَّفِيقِ الأعْلَى، حتَّى قُبِضَ ومَالَتْ يَدُهُ”. وقد كان يوم موته من أحلك وأظلم الأيّام الّتي مرّت على البشر، وتعدّ وفاته من علامات السّاعة الصّغرى والله أعلم.

 

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ما اسم النبي محمد كامل، فلقد قدّمنا مقتطفاتٍ من سيرته العطرة، وذكرنا قصّة بعثته المباركة ومتى كانت وفاته، كما ذكرنا نسبه الطّاهر واسمه كاملًا، وعرّفنا بطهارة نسبه وعراقته وشرفه، وكما تحدّثنا أخيرًا عن أسمائه وألقابه الصّحيحة