فضل قراءة آيتين من سورة البقرة قبل النوم

آخر آيتين من سورة البقرة لهما فضل عظيم وهما من الآيات التي يقرأها المسلم مرة كل يوم قبل أن ينام، وهما من السنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما أنهما يحفظان المسلم من كل شر وسوء قد يصيبه وأوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بقراءتهما للوقاية من السحر والحسد
آخر آيتين من سورة البقرة
قال الله تعالى:” آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير*لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤأخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرارًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين”.
قراءة خواتيم سورة البقرة
يستحب قبل الذهاب إلى النوم قراءة خواتيم سورة البقرة وهذه من السنن التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم قبل أن ينام وقال الله فيها:”الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم “قراءتها قبل النوم فيها حفظ للإنسان وجلب النفع له ووقاية من كل سوء قد يصيبه كما أنه يشرع قراءتها في الرقية الشرعية عند إصابة الإنسان بسحر أو مس أو حسد وحتى إن لم يكن الإنسان يعاني من أي أمراض روحية فخواتيم سورة البقرة فيها حفظ وتحصين للإنسان من كل مكروه وسوء.
خواتيم سورة البقرة في السنة
السنة النبوية ذكر فيها فضل خواتيم سورة البقرة في الكثير من الأحاديث فيما يلي بعضًا منها
حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله ختم البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهن وعلموهن نساءكم وأبناءكم فإنهما صلاة وقرآن ودعاء”.
قول النبي صلى الله عليه وسلم عن خواتيم سورة البقرة في حديث لابن مسعود: “من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفاه”.
قول جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: ” بشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته”
قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث للنعمان بن البشير: “إن الله عز وجل كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين، ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان”.
قول ابن مسعود رضي الله عنه: “أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي في ليلة الإسراء ثلاثاً، أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات”.
تفسير خواتيم سورة البقرة
بدأت خواتي سورة البقرة بالحديث عن كمال إيمان النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون وذكر فيها بعض أركان الإيمان في قوله تعالى “كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله” وفي قول “سمعنا وأطعنا” إذعان وخضوع لله عز وجل، وتقديم التسليم له على كل أهواء النفس، وكان هذا شرفًا للمؤمنين أن يوصفوا بنفس الوصف الذي وُصف به النبي صلى الله عليه وسلم “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون” وفي هذه الآية توضيح للمشقة التي رفعت عن المسلمين في قوله تعالى “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها” فكان هذا تخفيفًا على المؤمنين وتذكيرًا لهم أن الله سبحانه إذا أكلف أعان وأنه لا يأمرنا بشيء خارج طاقتنا البشرية، في الآية الثانية كان هناك اعتراف بالذنب والتقصير والالتجاء لله عز وجل ودعائه وطلب المغفرة والرحمة والعفو وانتهت الآيات بدعاء بالنصر على من كفروا بهذه الأركان وسلكوا طريق الضلال.
فضل خواتيم سورة البقرة
حديث النبي صلى الله عليه وسلم “من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه” اختلف المفسرين في معنى هذا الحديث فمنهم من قال أن معناه أن الآيتين تكفي المؤمن عن قيام الليل وقراءة القرآن وعبادات الليل الأخرى وقيل في معنى آخر أن كفتاه أتت بمعنى الاكتفاء في الاعتقاد والإيمان وقيل أن معناها كفتاه من كل سوء يصيبه دلالة على أن قراءة خواتيم سورة البقرة تحفظ الإنسان وتحصنه، وقيل أيضًا أن معناها كفتاه عن البحث وطلب عمل آخر يجلب له الثواب وكل هذه المعاني رغم اختلافها تدل على الفضل العظيم لخواتيم سورة البقرة ولكن آكد هذه المعاني هي أنها تكفي المسلم من أي شر يصيبه.
نزول خواتيم سورة البقرة على النبي
النبي صلى الله عليه وسلم تلقى جميع آيات القرآن الكريم من جبريل عليه السلام، إلا خواتيم سورة البقرة حيث تلقاها من ربه عز وجل ليلة الإسراء والمعراج عندما عرج به إلى السماوت لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر الغفاري: “إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت عرشه” وكان في هذا تفضيل لخواتيم سورة البقرة عن كل آيات القرآن، فجميع آيات القرآن نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الأرض أما خواتيم سورة البقرة فقد تلقاها النبي صلى الله عليه وسلم وهو في السماء.
فضل ختام سورة البقرة بهذه الآيات
يقول أحد علماء التفسير أن خواتيم سورة البقرة شملت كل المعاني التي تناولتها السورة ويحدث دائمًا أن تأتي نهاية الشيء بمثابة تجميع لكل معانيه وكأن بها ثمرة قراءة سورة البقرة حتى النهاية فهي فيها حصن للمسلم وثناء على المؤمنين وذكر للتوحيد والدعاء ويكفي في هذه الآيتين ما قاله عنهما النبي صلى الله عليه وسلم أنهما صلاة ودعاء لذلك يجب على المسلم أن يكثر من قراءة خواتيم سورة البقرة وأن يحرص على قراءتها كل يوم قبل النوم حتى تكفيه عن كل سوء وشر وفي كل مرة يشعر فيها الإنسان بالخوف من أمر ما يقرأ آخر آيتين من سورة البقرة ففيهما حفظ له من كل سوء قد يصيبه.
خلال هذا المقال تم التعرف على آخر آيتين من سورة البقرة والفضل العظيم الذي يحصل عليه المسلم عند قراءة الآيات كل يوم، وحكمة الله عز وجل في ختام سورة البقرة بهذه الآيات والمكان الذي نزلت فيه تلك الآيات على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.