أسئلة دينية

متى ولد ابو بكر الصديق رضي الله عنه

متى ولد ابو بكر الصديق رضي الله عنه صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- والخليفة الأوّل الذي حارب المرتدين وكان رفيق النبي -صلى الله عليه وسلم- في طريق الهجرة وفي الغار وفي الغزوات والمشاهد كلّها، في هذا المقال سوف يتوقف  الموقع الثقافي لبيان زمان ميلاد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وزمان وفاته، إضافة للوقوف على نبذة موجزة عن حياته ونشأته وإسلامه وبعض الجوانب في حياته قبل الخلافة وبعدها.

من هو أبو بكر الصديق

هو عبد الله -وقيل عتيق- بن أبي قحافة، وأبو قحافة هو عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي رضي الله عنه، أوّل من آمن من الرجال، وكان أعلم قريش بالأنساب، كان أبيض البشرة نحيفًا خفيف العارضين غائر العينين ناتئ الجبهة يُخضّب شعره الأشيب بالحنّاء

متى ولد ابو بكر الصديق رضي الله عنه

اتفق العلماء على أنّ ولادة أبي بكر الصديق كانت بعد عام الفيل، ولكنّهم اختلفوا في الزمان الذي ولد فيه على ثلاثة أقوال مشهورة:

  • الأوّل: ولد بعد عام الفيل بثلاث سنوات.
  • الثاني: ولد بعد عام الفيل بعامين وستة أشهر.
  • الثالث: ولد بعد عام الفيل بعامين وأشهر، ولم يذكروا عدد هذه الأشهر.

نشأة أبي بكر الصديق

نشأ أبو بكر -رضي الله عنه- في بيت والديه في مكّة، وهو ينتمي لأسرة عريقة لها مكانتها في المجتمع المكّي، فنشأ كريمًا عزيز النفس، فلم يكن يتبع شيئًا من عادات العرب المؤذية والسيئة في ذلك الوقت، فلم يشرب الخمر ولم يسجد لصنم وكلّ ذلك لأسباب منطقيّة كان يراها الصديق -رضي الله عنه- تمسّ كرامة الإنسان وشرفه، ولم يكن يقبل بوأد البنات ولا قتل الأبناء خوف الفقر، فلم يتّفق مع بني قومه سوى بالأخلاق الحميدة.

إسلام أبي بكر الصديق

لقد كان أبو بكر الصديق أول الذين آمنوا بعد أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهما، وفي حديث مُرسل أورده البيهقي في دلائل النبوة يقول صلى الله عليه وسلم: “مَا دَعَوْتُ أَحَدًا إِلَى الإِسْلاَمِ إِلاَّ كَانَتْ لَهُ عَنْهُ كَبْوَةٌ وَتَرَدُّدٌ وَنَظَرٌ، إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ، مَا عَتَّم حِينَ ذَكَرْتُهُ لَهُ مَا تَرَدَّدَ فِيهِ”.

صحبة أبي بكر للنبي عليه الصلاة والسلام

منذ أن أعلن الصدّيق إسلامه فإنّه لم يفارق النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمر، بل ظلّ ملازِمًا له طيلة حياته صلى الله عليه وسلّم، فرافقه في مكة وكان يحاور الناس ويدعوهم إلى الإسلام وقد أسلم على يديه خلق كثير، وفي الهجرة كان صاحبه وملازمه في الطريق وفي الغار حين أراد المشركون بهم سوءًا، ففي الحديث الذي ترويه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- تصف خروج النبي -عليه الصلاة والسلام- مع أبي بكر -رضي الله عنه.

تقول رضي الله عنها: “لَقَلَّ يَوْمٌ كانَ يَأْتي علَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إلَّا يَأْتي فيه بَيْتَ أبِي بَكْرٍ أحَدَ طَرَفَيِ النَّهَارِ، فَلَمَّا أُذِنَ له في الخُرُوجِ إلى المَدِينَةِ، لَمْ يَرُعْنَا إلَّا وقدْ أتَانَا ظُهْرًا، فَخُبِّرَ به أبو بَكْرٍ، فَقالَ: ما جَاءَنَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذِه السَّاعَةِ إلَّا لأمْرٍ حَدَثَ، فَلَمَّا دَخَلَ عليه قالَ لأبِي بَكْرٍ: أخْرِجْ مَن عِنْدَكَ، قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّما هُما ابْنَتَايَ -يَعْنِي عَائِشَةَ وأَسْمَاءَ- قالَ: أشَعَرْتَ أنَّه قدْ أُذِنَ لي في الخُرُوجِ؟ قالَ: الصُّحْبَةَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الصُّحْبَةَ، قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ عِندِي نَاقَتَيْنِ أعْدَدْتُهُما لِلْخُرُوجِ، فَخُذْ إحْدَاهُمَا، قالَ: قدْ أخَذْتُهَا بالثَّمَنِ”.[6][5]

موقفه من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

حين حضرت الوفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أبو بكر -رضي الله عنه- بالعالية، فجاء ودخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وكشف عن وجهه وقبّله وقال: “بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُذِيقُكَ اللهُ المَوْتَتَيْنِ أَبَدًا”، فخرج إلى الناس وعمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- يتوعّد الناس الذين يقولون إنّه قد مات ويحلف أنّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- قد ذهب للقاء ربّه مثل موسى عليه السلام، فلمّا وصل أبو بكر قال مخاطبًا عمر رضي الله عنها: “أيُّها الحَالِفُ، علَى رِسْلِكَ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللهَ أبو بَكْرٍ وأَثْنَى عليه، وقَالَ: ألا مَن كانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإنَّ مُحَمَّدًا قدْ مَاتَ، ومَن كانَ يَعْبُدُ اللهَ فإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، وقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، وقَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]، قَالَ: فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ”

خلافته وأعماله

لقد كانت مدة خلافة أبي بكر -رضي الله عنه- سنتين وثلاثة أشهر على أشهر الأقوال، وعلى قصرها زمانيًّا إلّا أنّها شهدت أحداثًا كثيرة، منها ما يلي:

حروب الردة

حروب الردة كانت عبارة عن حروب خاضها المسلمون مع بعض القبائل التي امتنعت عن أداء الزكاة، وقبائل أخرى فضّلت اتباع مسيلمة الكذّاب وسجاح بنت الحارث وطليحة بن خويلد الأسدي الذين ادّعوا النبوة، وكلّ ذلك حصل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، واصطلح المؤرخون على تسميتها بحروب الردة، فاقترح المسلمون أولًا عدم قتالهم لعدم وجود ما يكفي من الجنود لقتالهم، ولكنّ الصدّيق -رضي الله عنه- أبى إلّا قتالهم، فبعد عودة جيس أسامة عقد 11 لواء لقتال المرتدّين في كلّ جزيرة العرب، وكان على رأس الجيش خالد بن الوليد رضي الله عنه، فقاتلهم قتالًا شديدًا وخاض المسلمون معارك عنيفة مع المرتدّين وبخاصّة في معركة اليمامة التي استُشهد فيها كثير من المسلمين والصحابة وحفظة القرآن الكريم، وهذا ما حمل أبو بكر فيما بعد على جمعه بين دفتي مصحف.[9]

الفتوحات

نظرًا لقصر مدة خلافة أبي بكر -رضي الله عنه- فإنّ الفتوحات لم تكن كبيرة كما في خلافة عمر -رضي الله عنه- أو من جاء بعده، وكذلك لانشغاله خلال هذه المدة بقتال المرتدين ومن مالأهم من العرب، ولكن مع ذلك فقد توجهت جيوش الإسلام شرقًا وغربًا فقاتلوا الفرس والروم وانتزعوا منهم مناطق كثيرة في الشام والعراق، وتوفّي -رضي الله عنه- قبل فتح كامل الشام في أثناء معركة اليرموك[10]

وفاة أبي بكر الصديق

لعلّ سؤالًا يدور في ذهن المسلم وهو متى توفي أبو بكر الصديق رضي الله عنهن والجواب عنه هو أنّه قد توفّي -رضي الله عنه- في جمادى الآخرة عام 13 للهجرة، الموافق 634 للميلاد، وذلك بعد مرض شديد قد أصابه رضي الله عنه، وأوصى بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

مناقب أبي بكر الصديق

لقد كان لأبي بكر -رضي الله عنه- كثير من المناقب التي قد أكرمه الله -تعالى- بها على لسان نبيّه صلى الله عليه وسلّم، ومن ذلك:

  • قوله صلى الله عليه وسلم: “هلْ أنتُمْ تَارِكُونَ لي صَاحِبِي، هلْ أنتُمْ تَارِكُونَ لي صَاحِبِي، إنِّي قُلتُ: يا أيُّها النَّاسُ، إنِّي رَسولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ جَمِيعًا، فَقُلتُمْ: كَذَبْتَ، وقالَ أبو بَكْرٍ: صَدَقْتَ”.[12]
  • قوله صلى الله عليه وسلم: “أنه ليسَ مِنَ النَّاسِ أحَدٌ أمَنَّ عَلَيَّ في نَفْسِهِ ومَالِهِ مِن أبِي بكْرِ بنِ أبِي قُحَافَةَ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، ولَكِنْ خُلَّةُ الإسْلَامِ أفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ في هذا المَسْجِدِ، غيرَ خَوْخَةِ أبِي بَكْرٍ”.[13]
  • قوله صلى الله عليه وسلم: “ما طلعت الشَّمسُ ولا غربت بعد النَّبيِّين والمرسلين على أحدٍ أفضلَ من أبي بكرٍ”.[14]

وإلى هنا يكون قد تم مقال متى ولد ابو بكر الصديق رضي الله عنه بعد معرفة زمان ولاته ووفاته رضي الله عنه، إضافة للوقوف على نبذ متفرقة من حياته وخلافته رضي الله عنه.